شباب ليسوا "كمالة عدد"

حينما كنت اتابع المناسبات القومية الكبرى والاحتفاليات المهمة التى تتطلب مشاركة كافة مؤسسات الدولة كان يحزننى ويحز فى نفسى رؤية تلك الاعداد المبيرة من الشباب الذين تستقدمهم وزارة الشباب من المحافظات ، فقد كنت ارى هؤلاء الشباب فى كثير من الاحيان ليس لديهم أى دراية بالمهمة التى يقومون بها فى، حيث لا تجد أحداً منهم يدرك لماذا أتوا بهم ولا يعرف إن كانت هناك أية جدوى من وجودهم فى هذه الاحتفاليات مما كان يجعلنى أشفق عليهم فأصعب شئ على هذا الشاب أو تلك الفتاة أن يشعر الواحد منهم بأنهم مجرد "كمالة عدد "

وحينما كنت التقى بهؤلاء الشباب كنت اكتشف انهم قد أتوا بهم منذ الساعات الاولى من صباح اليوم حيث كانت تمتلئ بهم الاوتوبيسات التى خصصتها وزارة الشباب لنقلهم من مقر الاقامة فى نزل الشباب ثم تلقى بهم فى مكان انعقاد المؤتمر حتى تظهر الوزارة أمام للرأى العام أنها قد شاركت بهذا العدد المهول من الشباب "كمالة العدد" دون ان يستفيد المؤتمر منهم او يستفيدوا هم من المناسبة التى ربما تكون فرصة ذهبية للاستفادة .

تذكرت تلك الصورة حينما التقيت اليوم بمجموعة من الشباب كنت اعتقد انهم من الجهة المنظمة ففوجئت انهم شباب ينتمون لمراكز الشباب بالمحافظات قد جاءوا تحت مظلة وزارة الشباب ولكنهم انضموا للمنتدى وفق معايير وآليات لا تعرف المجاملة ولا مجال فيها لهؤلاء الذين ينتمون لنوعية " كمالة العدد" فقد وجدتهم بالفعل شباب مثقف .. يعى جيداً اهمية الحدث الذى يشاركون فيه ويدركون ان وجودهم مهم فى حضور المناقشات وليسوا مجرد رقم لسد الخانة كما كان يحدث من قبل .

حينما سمعت هذا الكلام من شباب المحافظات شعرت بأن الدنيا قد تغيرت فى وزارة الشباب وان هناك روح جديدة بدأت تدب فى الجهاز الادارة للوازارة وانه بالفعل لا مجال للمجاملات ولا وجود لمفهوم "كمالة العدد" فكل شاب تم اختياره بالفعل "ع الفرازة" فاستحق أن يصبح واجهة مشرفة لوزارة الشباب.

التحية هنا واجبة للوزير النشط الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ولكل من يعاونة فى بث تلك الروح الجديدة والجميلة التى تجرى الآن مجرى الدم فى شرايين وزارة الشباب وعلى وجه الخصوص فى مراكز الشباب التى كادت تصاب بتجلطات من فرط تراكم وتضخم الازمات الادراية والاستمرار فى التفكير بعقلية الستينيات التى لم تكن تجيد سوى العمل بنظرية " كمالة العدد" .

تعليقات القراء

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع