"العيش والملح " وحق الشباب!!

أنا لا أعرف سبباً محدداً لإرتباط الشعب المصرى دون سائر شعوب الأرض هذا الارتباط الوثيق بما يسمى "حق العيش والملح".. ربما لأن «العيش»هو أقدم أنواع الأطعمة التى عرفها الإنسان منذ عصر ما قبل التاريخ وتحديدا فى العصر الحجرى الجديد، ومصر كما نعلم هى صاحبة أقدم حضارة عرفتها البشرية.

وربما لأنه ومع تعاقب العصور اتخذ العيش أشكالا متعددة وصلت به إلى حد القدسية فى الوجدان الشعبى وتحول إلى مرادف لمعنى المعدن النفيس للشخص الذى يتمتع بالأخلاق الحميدة وأنه اصبح أيضاً دليلا على قوة ومتانة العلاقات بين الناس الذين يراعى بعضهم البعض. 

وعلى الرغم من ارتباط هذا المعنى بالوجدان المصرى فإن رغيف العيش تحول - بقدرة قادر - إلى ما يشبه الكابوس فهو يكلف خزانة الدولة الآن خسائر تقدر بملايين الجنيهات هى قيمة فاتورة علاج مرضى ضغط الدم المرتفع والفشل الكلوى والجلطات والنزيف والسبب يكمن فى كميات الملح الكبيرة التى تضاف للرغيف لتسهيل عملية فرده خصوصا فى الرغيف الرسمى «أبو خمسة قروش». 

والآن ومع كل ما طرأ على مفهوم العيش والملح ومع ما يسببانه من أضرار جسيمة للصحة العامة فقد آن الأوان لأن نعيد النظر فى علاقتنا بهذه الكلمة الفضفاضة فى ظل طغيان مفاهيم الانحطاط وقلة الأصل التى أصبحت تحكم تصرفات البعض وأن نستبدلها بأى شئ آخر حتى لو كان هذا الشئ لا علاقة له بالقيم التى كانت تميز السواد الأعظم من الشعب المصري، خاصة أن نكسة يناير اخرجت أسوأ ما بداخل الشعب المصرى وفتحت بلاعة من التفاهات التى أغرقت المجتمع بمفردات الانفلات الاخلاقى التى لا نزال نعانى منها حتى الآن.

وهو ما يتطلب ظهور مبادرات سواء كانت رسمية او شعبية من اجل حماية الشباب من الانزلاق فى هذا الانحطاط فى التعاملات اليومية بين المواطنين .

واعتقد ان اصلاح حال الشباب هو بكل تأكيد اصلاح حال المجتمع ككل خاصة ان الشباب يمثلون ٦٠٪؜ من تعداد سكان مصر.


تعليقات القراء

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع