الأب الرئيس .. وملائكة الأرض

حقا أنهم ملائكة يعيشون بيننا .. قد يتم وصفهم بالمعاقين او خلافه من المسميات .. ولكن ما شاهدته من إرادة تفوق ما لدى بعض الأصحاء يجعله مجرد وصف لما نراه فقط بالعين .. ولكن الحقيقة أكبر وأعظم و أن هولاء قلوبهم أقوي من أن يهزمها عضو ناقص عوضه إرادة حديدية.

لقد كانت دعوتي لحضور احتفالية اليوم العالمي لمتحدي الاعاقة مختلفة كثيرا ، والحقيقة انني لم أحرص أبدا على تلبية دعوات الاحتفالات في مرات عديدة ، ولكن هذه المرة كنت حريص علي المشاركة خاصة أنها تقام تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ورغم بدء اليوم من الخامسة صباح وحتي الخامسة مساء ،  والإجهاد الشديد إلا أن كل لحظة مرت خلال اليوم كنا نشعر خلالها بالفخر من رغبة وإرادة هولاء فى هزيمة أي نقص سواء في البصر او السمع او فقد عضو او حتي اصحاب الاعاقة الذهنية .. رغبة وقوة فى إعلان التحدي.

ووسط كل هذا يأتي الدور الكبير الذي يلعبه الأهالي الذين رفضوا الاستسلام و تحدوا كل الصعاب وساروا طريق طويل مع ابنائهم حتى حققوا المعادلة الصعبة.

وبين الابناء والأهالي يأتي أشخاص عرفوا المعنى الحقيقي لتحقيق هذا التناغم بين متحدي الإعاقة و الأصحاء أن يعيش الجميع معا دون ان يشعر احدهم الأخر بالعجز وأن يكون المقياس هو العطاء والإخلاص.

ما شعرت به خلال تلك الساعات القليلة سعادة لايمكن ان تصفها إلا إذا عشتها ارواح طاهرة غمرت المكان بتلقائية وحب حقيقي ، لن أكون مبالغا إن قلت أنهم ملائكة يعيشون بيننا قد لا يقدرها البعض بجهل ، ولكن تظل الحقيقة أننا نخسر كثيرا إذا لم نسعى جميعا لتحقيق الهدف الأساسي الذي تقف خلفه تلك الدعوات بتحقيق التجانس والتآلف بيننا أصحاب الإعاقات و الأصحاء.

ما فعله الرئيس السيسي ليس مجرد الحضور ، بل أكثر من ذلك بكثير ومن خلال موقف إندفاعه من علي كرسيه خوفا من سقوط أحد متحدي  الإعاقة الذهنية يجعلك تشعر بحقيقة الأهتمام وأنه ليس أمرا سياسيا او مواكبة الاحتفالات العالمية رغبة فى إشادة او خلافه ولكنها لهفة الأب على ابنه.

حضور الرئيس و التفاف الأطفال حوله دون توجيه من احد هو أحساس صادق من أطفال لاتعرف النفاق نحو شخص يشعرون و يحسون بمدى صدق حبه لهم.

سيدى الرئيس شكرا لك ، شكرا على شعورك النبيل ، شكرا على احساسك الصادق ، شكرا للاب قبل الرئيس.

وقبل  النهاية شكرا للدكتور أشرف صبحى وزير الرياضة والدكتورة غادة والي وزير التضامن على هذا اليوم الرائع وما قدماه لمتحدى الاعاقة.   

وفي النهاية كانت الاغنية التى قدمها متحدي الاعاقة يؤكدون علي حقهم فى العيش بيننا فى 1سلام .. ولكننى بعد ما رأيته اطلب منهم ان نعيش نحن بينهم وأن يتعلم منهم شباب هذا اليوم كيفية هزيمة أى عائق يقف أمامهم.

تعليقات القراء

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع