درس بسيط فى "الوفاء"
- 2019-01-28 23:34:01
- اشرف مفيد
بينما كنت اتنقل بين القنوات الفضائية التليفزيونية استوقفنى برنامج "مساء دى ام سى" وعلى الرغم من أننى لم أعد احتمل البقاء أمام اى برنامج سوى بضع دقائق باستثناء تلك البرامج التى تستضيف شخصيات من الوزن الثقيل والذين يقدمون لنا معلومة مفيدة من كلامهم بعيداً عن "اللت والعجن" الذى أصبحنا نشاهده بشكل يومى فى الغالبية العظمى من شاشات الفضائيات.
إلا أننى تابعت باهتمام موضوع حلقة مساء دى إم سى حيث كان يتعلق بمجزرة تعرضت لها الكلاب فى منطقة المعصرة على يد رجال الطب البيطرى.. والحق يقال فإن فريق عمل البرنامج قدموا تقريراً خارجياً فى منتهى الأهمية من الناحية الفنية كما انهم استطاعوا بالفعل تقديم رسالة انسانية مهمة تتعلق بضرورة احترام حقوق الحيوان وهم يصورن إحدى الكلاب كان قد اصابها رجال الطب البيطرى بالرصاص وبينما كانت تحتضر التف حولها ٦ من أبنائها الصغار وهم يرضعون منها فهم حديثى الولادة.
وهنا "مربط الفرس " كما يقولون فى الامثال فقد قامت الدنيا ولم تقعد عقب اذاعة الحلقة حيث تطوع مشعلوا الحرائق وخاصة اعضاء اللجان الالكترونية المعادية للدولة بالقيام ببث سمومهم كالعادة متباكين على حقوق الانسان معتبرين الحديث عن حقوق الحيوان نوع من الرفاهية مستهينين بحق الحيوان فى ان يعيش كما خلقه الله وان روحه لا يحق لأحد أن يأخذها الا خالقه فجميع الاديان السماوية تحض على ضرورة حماية الحيوان وعدم المساس به.
وبطبيعة الحال فإن الكلاب حتى وإن كان بعضها يتسبب فى إيذاء البشر إلا أنها وكما هو معروف عنها فإنها تتسم بصفة محمودة وهى صفة الوفاء الذى يفتقده كثير من البشر .. هذا الوفاء الذى جعلنى أتذكر حكاية قديمة مستوحاة من فولكلور الشعوب تقول انه كان فى قديم الزمان "ملك" كلما أخطأ رجل من رجاله فإنه يحكم عليه بالاعدام وابتكر طريقة غريبة لتنفيذ هذا الحكم وذلك بأن يتم إلقاء الرجل فى قفص كبير به كلاب شرسه ويكون ذلك فى ساحة كبيرة يتجمع فيها أهالى المملكة ليشاهدوا الكلاب وهى تفترس الشخص المحكوم عليه بالاعدام .. وذات يوم فوجئ الملك بأقرب الناس إليه قد اتخذ قراراً لم يكن صائباً وعلى الرغم من أنه كان يعمل معه بحب واخلاص لمدة عشر سنوات كاملة إلا أن الملك حكم عليه بالاعدام ، فجاءه الرجل وتوسل اليه بحق الصداقة أن يمهله عشرة أيام فقط ثم ينفذ فيه الاعدام وبالفعل سمح له الملك بتلك المهلة، فذهب الرجل الى حارس الكلاب وطلب منه ان يسمح له بأن يتولى رعاية هذه الكلاب وظل لمدة عشرة ايام يذهب للكلاب يومياً بالأكل ويقوم بتنظيف اجسامهم من الحشرات ويقدم لهم الماء النظيف للشرب وبعد انتهاء المهلة ، ذهب الرجل الى الملك وقال له انا جاهز لتنفيذ الحكم وتجمع الاهالى فى الساحة وفتح الحراس القفص وادخلوا المذنب للكلاب لتأكله ولكن كانت المفاجأة ان الكلاب اندفعت نحوه واخذت تتمسح فى قدميه ولم يمسه أحد منهم بأى أذى .. اندهش الجميع مما يرونه امامهم فطلبه الملك وسأله عن سبب ما حدث من الكلام فقال له "لقد خدمت الكلاب عشرة أيام فحفظت العشرة ولم تأكلنى أما أنت فقد خدمتك عشر سنوات وعند اول خطأ لم تحفظ العشرة .. هنا شعر الملك بالندم وبإحراج شديد وعلى الفور قرر العفو عن صديق العمر .
سبحان الله على الرغم من أن الكلاب بطبعها "أوفى" من البشر .. إلا أنها تظل فى نظر البعض مجرد كلاب وننظر اليها بهذه النظرة الدونية ويتم التعامل معها على هذا النحو من الوحشية.
ياسادة ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.
تعليقات القراء
تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع