عادت مصر هذا العام عام 2019 لترأس الاتحاد الإفريقي كتتويجاً وكنتيجة حتميه بثمرة جهودها تجاه القارة خلال السنوات الخمس الأخيره في عهد "الرئيس السيسي"، والذي اتبع سياسة التحرك النشط داخل الأطر التنظمية القارية سعياً منه في اخراج السياسة المصرية من حالة الفتور والجمود تجاه دول القارة مدركاً بذلك أنه لا ينبغي أن تظل مصر بمعزل عن المجال الإفريقي باعتباره المجال الحيوي لمصر.

لعبت مصر في الخمس سنوات السابقة دور محوري في القارة السمراء، بدأ برجوع مصر كدولة عضو في الاتحاد الإفريقي لعام 2014 بعد أن كان قد تم تجميد عضويتها عام 2013، واتسمت السياسة المصرية بسياسة التفاوض المنفتح في التعامل مع القضايا الخلافية كقضية المياه مع اثيوبيا والسودان، كما تبنت الوساطة لحل الازمات في الكونغو والصومال والسودان، و فعلت مصر علاقتها بدول حوض النيل مثل جنوب السودان وكينيا وتنزانيا، فأقامت المشروع الملاحي لربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، وتوسعت في مشاريع لإنشاء محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في كلاً من اريتريا وأوغندا، بالتزامن مع مشروع سد "ستيجلر جورج" في تنزانيا وخمس سدود لمياة الامطار في أوغندا، بالاضافة لمحطة صيانة المحولات الكهربائية ببروندي.

وانطلاقاً من ادراك القيادة المصرية الحالية بأن مصر افريقية الوجود والحياة ساهمت بـ 2600 فرد في البعثات الأممية لحفظ السلام وارسلت قوافل بالمعونات الانسانية لدولة افريقية مثل قافلة المساعدات الطبية والغذائية في الصومال، والقافلة الطبية لاريتريا وغيرها، كما قامت بعمل مبادرات لتدريب 10 آلاف مصري افريقي على التطبيقات الاليكترونية، وإقامة منتدى "افريقيا" لدعم مكافحة الإرهاب، ولتطوير مناطق التجارة الحرة كما دعمت الاستثمارات في القارة والتي بلغت حجمها عام 2018 حوالي 10,2مليار دولار.

وتأكيداً لاعتزاز مصر بإنتمائها للقارة الإفريقية تم الاعلان بأن اسوان ستصبح عاصمة للشباب الإفريقي في مارس 2019، بالاضافة لاستقبال مصر على ارضها للعديد من الرؤساء والزعماء الافارقة، واستضافة مصر لمؤتمر التكتلات الثلاث (الكوميسا/ السادك/ شرق افريقيا)، يمهد لحقيقة واحدة وهى أن مصر بلا شك برئاستها للاتحاد الإفريقي هذا العام ستكون حجراً جديداً ومحوري في البناء الذي يشيده الزعماء الأفارقة للوصول بأفريقيا لقارة متحدة، ومستقرة، ومتكاملة، ومزدهرة ذات مكانه عالمية.