الفرعون

شتان الفارق بين حالة ومستوى محمد صلاح في الموسم الماضي وبين حالته ومستواه هذا الموسم، وحتى قبل منتصفه في الدوري الإنجليزي ومع ناديه ليفربول.. كان في أوج توهجه وذروة عطاءه وقمة إنتاجه في الموسم الماضي، وكان صاحب الرصيد الأوفر من الأهداف ليس في فريقه فحسب، وإنما على كافة أقرانه بما فيهم النجم الشعبي هاري كين هداف توتنهام، ورغم أن مدافعي الفرق المنافسة تنبهوا إلى خطورته وفطنوا إلى تفوقه من حيث السرعة والمهارة والموهبة، غير أن أحداً منهم لم يستطع الحد من انطلاقاته أو التقليل من كفاءته أو التصدي ل

شتان الفارق بين حالة ومستوى محمد صلاح في الموسم الماضي وبين حالته ومستواه هذا الموسم، وحتى قبل منتصفه في الدوري الإنجليزي ومع ناديه ليفربول..

كان في أوج توهجه وذروة عطاءه وقمة إنتاجه في الموسم الماضي، وكان صاحب الرصيد الأوفر من الأهداف ليس في فريقه فحسب، وإنما على كافة أقرانه بما فيهم النجم الشعبي هاري كين هداف توتنهام، ورغم أن مدافعي الفرق المنافسة تنبهوا إلى خطورته وفطنوا إلى تفوقه من حيث السرعة والمهارة والموهبة، غير أن أحداً منهم لم يستطع الحد من انطلاقاته أو التقليل من كفاءته أو التصدي لتصويباته، أما صلاح في الموسم الحالي فبدأ تائهاً حائراً مشتتاً أحرز حتى الآن هدفين فقط، بينما أحرز زميله السنغالي ماني ضعف هذا العدد.

 ومع ذلك ليس هو الهداف حتى الآن، وإنما تفوق عليه آخرون، 

هبطت إنتاجية الفرعون لدرجة متدنية ، وارتبك أمام بعض الكرات ولم يحسن التصرف فيها ، وأخفق في المرور من المدافعين المنافسين ، وأهدر فرصاً بالجملة وانقصت تمريراته للدقة ، وتسديداته للقوة ، وتعرض للتبديل والتغيير في الكثير من المرات ، ترهل مستوى صلاح لا يحتاج لعيون خبيرة كما هو الحال مع مديره الفني الألماني يؤرجن كلوب ، وإنما بدا واضحاً للعيان وظاهراً للجماهير العادية للدرجة التي تمنى بعضنا وهم ممن يحبوه ويعشقوه أن يتم تغييره مع بداية الشوط الثاني في المباراة أمام شيلسي ، قبل أن تطالب جماهير ليفربول بذلك ، وكان الله في عون صلاح ، لأنه يعانى على كافة الأصعدة ومختلف المستويات اتحاد بلاده يعاديه ، ويخاصم وكيله ، ويتعنت معهما ، وكأنهما من ألد الأعداء ، زملاؤه بالملعب يغيرون منه ، بل ويحقدون عليه لأنه الأكثر تألقاً والأوفى جماهيرية ، مع أنهم يساعدونه في الملعب ، وغذا كانت تلك المساعدة هي التي تقف خلف رجاحة كفة الفرعون ( فـ بلاها ) مساعدة حتى  ينطفئ توهجه ويخفت سطوعه .

الجماهير الإنجليزية التي كانت تتغنى به وله لم تعد على نفس ارتباطها به وخفت درجة تعلقها معه ، وفى رأيي أن صلاح تأثر نفسياً ، وأثر هذا على توتره الذهني وألمعيته اللحظية ، ويحتاج إلى تهيئة نفسية وتجهيز معنوي بأكثر مما يحتاج لجرعات بدنية وتدريبات خططية ، صلاح يحتاج لأب حنون ، لأيدي " رؤومة "  لصدر دافئ

ولعلى أرشح الدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة للقيام بهذا الدور وأداء تلك المهمة .

ولست أجهل أن السيد الوزير قد قام بجوانب عديدة من هذا الواجب مع نفس اللاعب حتى وإن فضل عدم الإعلان عما قام به لأسباب متعددة ، لكنى أناشده أن يكثف ويركز في العطاء نفسياً ومعنوياً وعملياً لأبن مصر البار ، ويتدخل فعلياً ليس لمجرد احتواء المشاكل والسعي لعدم استعجال الأخطار وإنما أيضاً للقيام بدور الأب والإعلان صراحة أن ما يمس صلاح ويضره إنما يمسه شخصياً ويؤذيه ، فصلاح ثروة قومية نادرة لابد من المحافظة عليها وتنميتها ، وليس عيباً  أن نعترف أننا جميعاً  لابد وأن نتكاتف لعلاج صلاح من الآثار والتوابع النفسية التي سببها له زمرة من غير الواعيين ممن يحتلون المناصب ويحملون الألقاب وهم غير جديرين بهذا أو ذلك .  


اقرأ ايضا

تعليقات القراء

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع