(شباب x شباب)

أخطر الأمراض ، يتسلل إلى الإنسان من باب الفراغ ، فإذا لم يصبح لك عملا يشغلك ،لن تشعر أنك على قيد الحياة ، وتزداد خطورة " الفراغ " إذا أصابك في عمر الشباب ، لذلك يجب أن يجد الشاب عملا يسد عليه أبواب كل الأمراض الخبيثة ،ولا أعني بـ" الأمراض " تلك التي تصيب الجسد وأعضائه ، لكن أعني ما يضرب العقل والفكر.

ولي تجربة في مرحلة الجامعة ، حين كنت في السنة الأولى من كلية الآداب بسوهاج ،وقتها رشحت نفسي لعضوية اللجنة الثقافية بالإنتخابات الجامعية ، وفور ظهور النتيجة وإعلان الفائزين ، وجدت عدد من الأشخاص – لم يسبق لي معرفتهم – يزوروني في سكني الخاص ، دعوني إلى لقاء خاص لبحث تمكيني من الفوز بأمانة اللجنة ، وبعد حوار غلافه طاعة الله وتقديم ما ينفع الناس ، وافقت ولو من باب المعرفة .

وحين ذهبت الى اللقاء ، وجدتني في شقة بالقرب من شاطئ نيل سوهاج الشرقي ، ووجدت عددا لا بأس به من الذين كتب لهم الفوز بعضوية اللجان من معظم كليات فرع الجامعة بسوهاج ، وهناك عرفت أن هناك جماعات تنظم الأنشطة الطلابية في الجامعات ، تنفق عليها وترعاها وتدعم من يقوم بها بكل أشكال الدعم .

وأخطر ما حدث في هذه الجلسة ، هي المحاضرة من ذلك الرجل الخمسيني - صاحب اللحية الخفيفة – التي شرح بالأدلة كيف تخلت الدولة عن الشباب ، تركتهم كالأغنام الشاردة ، لا تجد راعي يقود وجهتها ، وكانت النتيجة الحتمية ، أن قليلا منهم ينجو ، والأكثر تلتهمه الذئاب .

اكتفيت – وغيري – بالمعرفة فقط ، ولم يفز أي منا بأي موقع قيادي في إتحاد الطلاب ، ولم نستطع عمل أي نشاط بسبب هؤلاء المدعومين من الخارج ، ومر عام دراسي كامل من الصراع  - غير المعلن -  بيننا وبينهم .

واليوم تزداد خطورة هذه الجماعات وتعددت أشكالها ، وصارت تناصب مصر العداء العلني ، تحاول إفساد كل خطوة على طريق التنمية والبناء ،وهي تجد في باب " الفراغ " متسعا للسيطرة عليهم وتجنيدهم لتنفيذ مخططاتها الخبيثة ، فلا تتركوا الشباب دون عمل نافع يشغل وقت فراغه ، لأن الذئاب دائما تظفر بالشارد من الأغنام.

تعليقات القراء

تقع المسؤولية الأدبية والقانونية للتعليقات والمساهمات المنشورة على الموقع، على صاحبها، ولا تعبر بأى شكل من الأشكال عن رأى إدارة الموقع